أعلن مقرر مجلس النواب محمد الخالدي، اليوم الأربعاء، أن رئاسة البرلمان أجلت جلسة يوم غد الخميس الى يوم السبت المقبل لحين إعادة كافة الحواجز الكونكريتية التي تمت إزالتها من محيطة المبنى، فيما لفت الى أن مكتب القائد العام للقوات المسلحة استجاب لطلب الرئاسة بإعادة الحواجز، مبينا أن ذلك قد بدأ بالفعل.
وقال الخالدي في تصريح لوكالة ‘السومرية نيوز’ إن ‘مكتب القائد العام استجاب لطلب رئاسة البرلمان بشأن إعادة الحواجز الكونكريتية التي رفعت من محيط مبنى’، مبينا أن ‘القوات الأمنية بدأت بإعادتها بالفعل’.
إلا ان الخالدي لفت إلى أن ‘رئاسة البرلمان قررت تأجيل جلسة المجلس المقررة يوم غد الخميس إلى يوم السبت المقبل لحين إكمال إعادة الحواجز الكونكريتية المحيطة بمبنى البرلمان من قبل القواتالامنية’، موضحا أن ‘القرار يهدف إلى إعطاء مزيد من الوقت للقوات الأمنية لإرجاع كافة الحواجز التي تمت إزالتها’.
وكان العشرات من موظفي مجلس النواب اعتصموا أمس، الثلاثاء، (19 حزيران 2012) احتجاجاً على رفع الحواجز الكونكريتية عن مبناه، فيما أعلن مقرر البرلمان محمد الخالدي أن هيئة رئاسة البرلمان أمهلت مكتب القائد العام للقوات المسلحة 48 ساعة لإعادتها، مؤكدا أن البرلمان سيصدر قراراً يلزم الحكومة بذلك.
وكان مستشار في مجلس النواب العراقي اعتبر، في (16 حزيران 2012)، أن رفع الحواجز الكونكريتية عن مبنى البرلمان ‘خطوة خاطئة وإجراء فاسد’، وفيما بين أنها تمثل ‘الكيل بمكيالين’ كونها لم تشمل السلطتين التنفيذية والقضائية، اتهم مؤيدي القرار بـ’الانحياز’ للسلطة التنفيذية.
فيما اعتبرت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية الإجراء بـ’السياسي’، معتبرة أن القضايا السياسية باتت تنعكس على الوضع الأمني في البلاد بشكل واضح، فيما حملت مكتب القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية أي استهداف للبرلمان.
وشرعت القوى الأمنية العراقية، خلال الأيام الماضية، برفع جميع الحواجز الإسمنتية عن مبنى البرلمان الواقع ضمن المنطقة الخضراء بمعدل 4 قطع يومياً، مما أثار المخاوف من تعرضه إلى هجمات في ظل الأجواء السياسية المتوترة خصوصاً مع ارتفاع معدلات العنف التي شهدتها العاصمة بغداد منذ مطلع شهر حزيران الحالي.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد في شهر أيار الماضي ومطلع شهر حزيران الحالي رفع عدد كبير من الكتل الكونكريتية من مناطق الجادرية والبياع والسيدية والكرادة ومدينة الصدر، وعدد آخر من مناطق العاصمة، إضافة إلى رفع قسم كبير من تلك الكتل من الشوارع العامة.
وتضم المنطقة الخضراء التي تقع وسط العاصمة السفارتين الأميركية والبريطانية، فضلاً عن قصر المؤتمرات العراقي والعديد من المباني الحكومية.
يذكر أن مبنى مجلس النواب الواقع في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، تعرض في الـ28 من تشرين الثاني 2011، إلى تفجير بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل وإصابة خمسة أشخاص بينهم المتحدث باسم التحالف الكردستاني مؤيد الطيب، في تفجير يعد الأول من نوعه داخل المنطقة الخضراء، منذ أكثر من أربع سنوات.