R.A.A.D مشرف على جميع اقسام
عدد المساهمات : 158 نقاط : 156898 تاريخ التسجيل : 18/08/2010 العمر : 43
| موضوع: الباحث أبو ازاد : سنجار ما بعد سقوط الدولة العثمانية ج6 الجمعة يونيو 22, 2012 1:41 pm | |
|
فرضت الدولة العراقي الناشئة قانون الخدمة العسكرية على أبناء الإيزيدية أسوة ببقية الملل والطوائف العراقية، وكما ذكرنا بان الإيزيديين في (ولاط شيخ) رضخوا للأمر الواقع، وأما بالنسبة للإيزيديين في سنجار، فقد رفضوا الخدمة العسكرية،
أسوة بالعشائر العربية المحيطة بهم منها "عشيرة الشمر". ولهذه المناسبة سارع رؤساء عشائر سنجار إلى الاجتماع في مزار "شرف الدين" للاتفاق على قرار مشترك حول تقرير المصير، فإما الموافقة على أداء الخدمة العسكرية او رفضه، ولدى الاجتماع ظهرت مشادة كلامية حادة بين خديده حمو شرو وهادي داود الداود، وأنا لا أريد ذكر تفاصيل ما قيل وقال تجنبا من إثارة الفتنة بين أحفاد المعنيين مجددا. فض الاجتماع على الخلافات في المواقف، وقد وافقت الأكثرية على طاعة الحكومة وارسال ابناءهم إلى الخدمة العسكرية، وكان خديده حمو في مقدمتهم، فخرج هادي نجل داود الداود من الاجتماع متشنجا وعاد إلى قريته "مهركان"، وضل داود الداود مصرا على رفض الخدمة العسكرية مهما كلف، وايده البعض نذكر منهم (رشو قولو). أبلغ داود الداود الحكومة العراقية عن طريق قائم مقام سنجار أن تعفي ابناء الإيزيدية في سنجار من الخدمة الإلزامية، أسوة بأبناء عشائر الشمر. رفض الملك غازي أن يساوي بين عشائر الإيزيدية السنجارية وعشائر الشمر العربية. أعتبر الملك غازي داود الداود متمردا، وفي سنة 1935م أرسل جيش مدعوم بالطائرات للقضاء على تمرد داود الداود، وضل هذا الأخير يقاوم الجيش بمؤازرة حليفه رشو قولو وابناءه وأبناء عشيرته الذين أسقطوا طائرة حربية. لم يستطيع داود الداود الصمود بوجه الشرطة والجيش النظامي المدعوم بالطائرات، فهرب إلى سوريا. وحسب معلومات ميدانية قتل أكثر من مائة مقاتل سنجاري ونفي أكثر من خمسين سنجاري بعيدا عن سنجار ولم يعود أحد منهم. ومن مآثر تلك المعارك "قصة الشاب ممو الذي تميز بشجاعة فائقة، أتخذ ممو موضعا له في سفح الجبل، وكان مقاتلا ميزته المعارك الحامية، وكانت أمه تلازمه أينما تحرك لأنه وحيدها، وتقدم له الماء والخبز وتعينه وتشجعه على القتال، بينما كان الجيش والشرطة يمشطون الجبل بحثا عن مقاتلين ويساعدهم بعض أبناء العشائر السنجارية من المؤيدين للحكومة. اقترب بعض الشرطة من موقع ممو، وكان معهم معتمد تطوع لخدمتهم وليكشف لهم مواقع مقاتلي داود الداود، والدليل كوردي مسلم من قرية (گرێ زەرکە) يدعى عتمان، وحينما اقتربت الشرطة من موقع ممو أطلقوا النار عليه بكثافة ، فرد عليهم ممو بالمثل، ومع كل أطلاقه نار كان يسقط شرطي ، وإثناء الرمي كانت أم ممو قادمة تحمل لأبنها قربة ماء ، فشاهدها عتمان الخائن وعرفها وطلب من الشرطة الإمساك بها والاحتماء وراءها وارغامها على السير نحو معقل أبنها "ممو " فقال لهم عتمان اختفوا وراءها لكي لا يراكم ممو، وحينما نقترب منه اقتلوه. ولما اقتربت ام ممو من أبنها نادته قائلة: يا بني الشرطة تحتمي ورائي وأولهم يضع رأسه بين كتفي، صوب فوهة بندقيتك صوب صدري ستقتله قبل أن يقتلك، تردد ممو في بادئ الأمر ومن ثم عمل بنصيحة امه فصوب فوهة بندقيته صوب صدر امه فاخترقت الرصاصة صدرها وقتل شرطي .وحسب شهادة دقو الهبابي قتل ممو اثنا عشر شرطي قبل أن تتوقف الرصاصة في سبطانة بندقيته، فأختبئ ممو وراء شجرة لكي يخرج الرصاصة من السبطانة بغصن الشجرة، فشاهده عتمان واخبر الشرطة بوجود خلل في بندقية ممو، فهجموا عليه وقتلوه. وجد دقو الهبابي ام ممو ملقية على الأرض تنزف دم، وحملها على ضهره إلى منزله وضلت عندهم حتى أن شفيت من جروحها وهذا الكلام المختصر جاء على لسانها. وما يلفت له الانتباه من أن الحكومة اكتفت بهزيمة داود الداود وغضت النظر عن الزام ابناء سنجار للخدمة العسكرية. وحول تمرد داود الداود كان لي لقاء فديوي مع نجله (مام هادي)، فذكر لي كيف فشل داو الداود وكيف هربوا إلى سوريا من خلال جمل قصيرة. الباحث أبو ازاد ميونيخ: في 21/6/2012
| |
|